بركة ماء بشر بن الحرث

لما مرض بشر بن الحرث قدس الله روحه، مرضه الذي مات فيه، قال له أهله: نرفع مائك الى الطبيب؟ (لعله يقصد الى تحليل بوله). قال: أنا بعين الطبيب يفعل بي ما يريد. فألحوا عليه فقال لأخته: ادفعي اليهم الماء، فدفعته اليهم في قارورة. وكان بالقرب منهم طبيب نصراني فدفعوا اليه القارورة، فقال حركوا الماء، فحركوه. فقال ضعوه، فوضعوه. فقالوا: ما بهذا وُصِفْتَ لنا، قال: ماذا وُصِفْتُ لكم؟ قالوا: وُصِفْتَ بأنك أحذق أهل زمانك في الطب. قال: هو كما وُصِفْتُ لكم. إن هذا الماء إن كان ماء نصرانيٍّ فهو ماء راهب قد فتت الخوف كبده. وإن كان ماء مسلمٍ، فماء بشر الحافي، لأن مافي زمانه اخوف منه (خوفه من ربه عزَّ وجلَّ). قالوا: هو ماء بشر. فقال: أنا أشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فلما رجعوا الى بشر، قال لهم: أسلم الطبيب؟، قالوا له: ومن أعلمك بهذا؟ قال: لما خرجتم من عندي نوديت: يا بشر ببركة مائك أسلم الطبيب.

اوراق